مولانا أبو الأرجاب الثلاثة، للدكتور السيد شعبان جادو

انتفخت أوداجه وطالت لحيته في هذه العشرية التى ضرب أثداءها الجفاف؛ هل تراه يعاني مما يضرب الناس بسوطه؟ يجري الناس هلعا فثمة طاعون يهز العالم من حوله، رجال مكممون ونساء منقبات، فالموت على الأبواب وفي الشوارع، أما هو فيمد رجليه ويتمطى في جلسة لا يحسن غيره إلا أن يقلده. أخذ يمد فمه الذي يشبه زلومة الفيل ويغمسها في قدرة المعلمة توحة التي تقف عند ناصية حارة البهلوان في كفرنا السارح في النسيان؛ بنت بلد وتعرف الطريق إلى احتواش جنيهات نسوة الكفر أقراص الطعمية جعلتها موضع حديث النسوة؛ سر خلطتها لايعرفه غير مولانا أبو الأرجاب، شملولة وتخطف حلاوتها العين؛ وقف عند قدرتها وفتل شاربه الذي تساقطت منه بضعة شعرات؛ يقال ثمة صرصور يأتي بالليل ويقتنص واحدة كل آونة؛ حصيلة قدرتها تزيد كل يوم؛ تشخشخ بها الفضية. ضربة بغمزة عين؛ تزهو المعلمة التي تعرف كيف تصطاد حبات الفول من قدرة تعج بالعدس- – يمين الله يا سيدنا أبو الأرجاب لتنزل من على حمارك المحروس ذي الطلعة البهية؛ ادخل ياسيدنا وبارك مطرحنا؛ خمسة أرغفة في عين الحسودة تفيدة. تمطى أبو الأرجاب الثلاثة، في جنبه كتاب اصفرت أوراقه وتهرأت حواشيه؛ تمتم بكلمات سمعتها المعلمة احمر وجهها؛ تعرف مقصوده، سرت رعدة في جسدها؛ منذ أن ترملت بعد حسونة فحلها الخامس ضربتها الملوحة؛ لمعت عيناها في مرآة بجوارها؛ سرى الدم في خديها؛ فكت ضفيرتيها؛ أزاحت قمطة رأسها: حلو يا شال مولانا آه منك يا قلم أبو الأرجاب! ترش الملح سبع مرات، تعطر المطرح بماء الورد، مولانا سره باتع؛ في حارة البهلون العانس يفك بختها ويصرف كيد شيطانها، والمطلقة يحضر لها ابن الحظ؛ دارت به الأرض من حلاوتها؛ حصالة تلمع وأنثى تروي عطشه. ما ترك وليمة إلا وتصدرها؛ ينهش بأصابعه ويمرغ وجهه بدهنها؛ تنتفخ بطنه فيحبس بكوب من شاي معتق ينعدل به مزاجه. تخطو المعلمة فتبدو قدمها المحناة بدم غزالة؛ تتغنج فيلامس لحيته؛ يهتز ردفاها فتلمع عيناه؛ يهتف بصوته المتماوج: مدد يا أم هاشم! تسارع إلى حصالة فضيتها فتفرقها بين يديها فتبرق منها عيناه، يعتدل في جلسته؛ يظهر تمنعه، ترمي بشباكها: أنا الطبيب لكن عين الهوى جرحاني! عز الدوا ومن هواها شفائي! أطلق عليه أبو الأرجاب منذ وطئت قدمه كفرنا؛ بعضهم يراه مجذوبا يأتي بأفعال المجانين؛ يرفع عجيزته وقد يوشك أن يخلع هدومه؛ ساعتها ترجو النسوة أن الأرض لو تنشق فتبتلعهن! غير أن توحة المعلمة تنظر من طرف خفي؛ ترجوه فحلا ومن غيره في كفر البهلوان يصلح لها وقد اعتصرت قبله خمسة رجال. تتراقص في يديها غوايش الذهب وتتدلى شراشيف عقدها ذو الكف أبو خمسة وخميسة. يجري أبو الأرجاب فتنفك تكة سرواله؛ يبدو وتده عصاه الثانية يتوكأ عليها؛ تطرح كل واحدة من نسوان حارة البهلوان طرف جلبابها فتغشاه ساترا لعينيها؛ فضيحة على مرأى الجميع، غير أن توحة تشتهي بطرف خفي؛ سبجعلها عروسا بنت العشرين وقد أوشكت سن اليأس أن تضربها بمعولها الذي تذبل منه العيدان الغضة. تمني نفسها بليال مخملية؛ سترقص ما وسعها الجهد؛ تعرف أشكالا من زينة؛ ستغريه برائحة عطر اشترته من رضا العطار؛ هل تراها ستنال غرضها؟ تلطم خديها؛ لقد صارت حصالة نقودها صفرا تدوي فيه الريح!

Related posts

Leave a Comment